تناول موقع “إندبندنت عربية”، في تقرير له، تفاصيل حرفة صناعة البلغة الغدامسية، كأحد مكونات الإرث التاريخي الخاص بمدينة غدامس الليبية، حيث تمر برحلة شاقة حتى تخرج في حلتها الأخيرة، إذ تتضافر جهود النساء والرجال من أجل الحفاظ على هذا الإرث.
وأضاف “الموقع” في تقريره، أن البلغة الغدامسية تلاقي إقبالاً من جميع الأجانب ولكن بدرجة أكبر من الفرنسيين والإيطاليين بحكم وجود عدد منهم في ليبيا، بل إن السياح هم من أسهموا في وصولها إلى دول أخرى عدة، لأن ليبيا لم تعمل على ضمان تصديرها للخارج عبر قنوات تصدير رسمية.
وأوضح أن صناعة “البلغة” تمر بمرحلتين، إذ تبدأ ولادتها على يد النساء برسم الصورة ثم المرور إلى مرحلة التطريز اليدوي الذي تختلف أشكاله بين البلغة النسائية وتلك الرجالية، وتراوح فترة هذه الأعمال ما بين 10 أيام وشهر بحسب تفرغ النساء، والمرحلة الأخيرة ينجزها الرجال خلال ثلاثة أو أربعة أيام فقط بحسب حجم البلغة.
وأشار إلى أن “البلغة” النسائية تتميز بلون جلدها الأحمر الذي تغزوه أنواع مختلفة من التطريز، في حين نجد “البلغة” الرجالية تتميز باللون الأصفر أو البني والأبيض الذي عادة ما يخصص لبلغة الرجال الكبار بالسن وتكون من دون تطريز.
ولفت إلى أن الحرفة تواجه الإندثار بسبب غياب الدعم الحكومي، واتجاه أغلب الحرفيين إلى مهن أخرى بحكم غلاء المعيشة وندرة المواد الأولية، بخاصة الجلد والكسلة “النعال” التي تجلب من النيجر والجزائر وتونس بأسعار مرتفعة جداً.
بدوره، أكد مدير مكتب التعاون الدولي في وزارة السياحة والصناعات التقليدية في طرابلس مصعب مالك، العمل على تسجيلها كموروث محلي ودولي، باعتبارها كانت وما زالت مورد رزق لأهل غدامس، مشدداً على أهمية إقامة ورش عمل لتعليم الفتيات التطريز الغدامسي.
وأوضح “مالك”، في تصريحات لـ”إندبندنت عربية” أن إسبانيا أضحت تدرس وتعلم التطريز الغدامسي لنسائها اللواتي يمتهنّ الحرف اليدوية.
وأشار إلى وزارة السياحة والصناعات التقليدية لا يمكنها توفير المواد الأساسية للحرفة، حيث لا يسمح لها باستيرادها باعتبارها وزارة ذات صبغة تنظيمية ورقابية فقط.