بات مشروع الغاز النيجيري محور تنافس شديد بين عواصم مغاربية ثلاث، بعد أن كان السباق مقتصرا قبل سنوات على الجزائر والرباط فحسب.
وذكرت قناة الحرة الأمريكية في تقرير لها أن دخول ليبيا السباق شكل مفاجئة للأوساط الاقتصادية والمالية خاصة مع ما تعيشه هذه الدولة المغاربية من انقسامات حادة وتوترات أمنية في عدد من مناطقها.
وأشارت القناة في تقريرها إلى أنه في آخر تطورات الملف، كان وزير النفط في حكومة الوحدة الوطنية، خليفة عبد الصادق، قد التقى في سبتمبر الفائت، وزير النفط والغاز في نيجيريا إيكبيريكبي إيكبو الذي قال إن خط أنابيب الغاز المحتمل سيبدأ من نيجيريا إلى ليبيا.
وأكدت القناة أن الليبيين يعولون على قصر المسافة بين بلدهم وآبار الغاز في نيجيريا والأسواق الأوروبية التي تحتاج مزيدا من الغاز في ظل توتر العلاقات الأوروبية الروسية.
وأوضحت أن الحكومة “منحت الإذن لوزارة النفط والغاز لإجراء الدراسات الفنية والاقتصادية لجدوى إنشاء مشروع أنبوب غاز من نيجيريا عبر النيجر أو تشاد إلى أوروبا عبر ليبيا”.
وأشارت إلى أنه منذ ذلك تواصلت اللقاءات والمشاورات لبحث المشروع. ففي يناير الفائت التقى وزير النفط والغاز في حكومة الوحدة الوطنية، محمد عون، مع الأمين العام لمنظمة الدول الأفريقية المنتجة للبترول عمر الفاروق لبحث دراسة اقتصادية لإنشاء خط غاز من نيجيريا إلى أوروبا يمر بالنيجر وليبيا.
وفي خريف العام 2022، قدمت وزارة النفط والغاز دراسة لحكومة الوحدة الليبية بشأن خط الغاز النيجيري المقترح إلى أوروبا، وقد تم تم ترجيح كفة مرور الأنبوب عبر النيجر بدل تشاد.
وتسعى ليبيا إلى استغلال خط “غرين ستريم”، وهو خط أنابيب يزيد طوله على 500 كيلومتر يربط ليبيا بإيطاليا، من خلال ربطه بخط أنابيب “أجاوكوتا-كادونا كانو” في نيجيريا لنقل الغاز إلى أوروبا.
ورغم أن نيجيريا وليبيا بحاجة لمد نحو ألف كيلومتر فقط من الأنابيب لإيصال الغاز إلى أوروبا، فإن هذا المشروع يواجه عدة تحديات بينها الوضع الأمني داخليا وإقليميا.