قالت وكالة نوفا الإيطالية إن زيارة رئيس الأركان التابع للقيادة العامة الفريق أول خالد حفتر إلى أثينا تمثل خطوةً مهمةً في إعادة التنظيم الجيوسياسي البطيء والحاسم لشرق المتوسط، في سياقٍ يشهد تجدد التنافس على الغاز والطرق البحرية والنفوذ الإقليمي، موضحة أن “حفتر” ينتقل بين اليونان ومصر كأحد الأطراف الرئيسية في توازن القوى المتنامي، حيث يسعى شرق ليبيا إلى ترسيخ وجوده ككيان مستقل بين أنقرة والقاهرة.
وكشفت “الوكالة”، في تقرير لها، بناء على مصادر برلمانية ليبية لم تسمها، أن “حفتر” طمأن محاوريه خلال المهمة بأن البرلمان الليبي لن يُصادق – على الأقل في الوقت الحالي – على مذكرة التفاهم البحرية الموقعة عام 2019 بين طرابلس وأنقرة.
وأضافت في تقريرها، أن الموقف الذي عبّر عنه خالد حفتر في أثينا، عند التدقيق فيه، يعكس اختلاف وجهات النظر داخل قيادة برقة، ففي الأشهر الأخيرة، فضّل نائب قائد الجيش الوطني الليبي، صدام حفتر، التقارب التدريجي مع أنقرة، مما أسفر عن عقود اقتصادية جديدة وبرامج تدريب عسكري، في الوقت نفسه، حافظ قادة آخرون في شرق ليبيا على موقف أكثر حذرًا، يهدف إلى الحفاظ على التوازن بين مختلف الجهات الفاعلة الإقليمية.
وأكدت أنه بالنسبة لأثينا، تُمثل رسالة خالد حفتر انتصارًا دبلوماسيًا، وإن كان مؤقتًا، لافتة إلى أن اليونان تسعى إلى تعزيز قناتها السياسية مع شرق ليبيا، وفي الوقت نفسه، إعادة فتح الحوار مع طرابلس بعد سنوات من العلاقات الصعبة، سعيًا لمواجهة التحديات الجديدة المتعلقة بالأمن البحري وتدفقات الهجرة في شرق البحر الأبيض المتوسط بشكل منسق.









