ومن خلال استطلاع رصدت ريبورتاج حالة غضب الليبين من مجلسي النواب والدولة والرئاسي والحكومتين في الغرب والشرق بعد أن تبين لهم بأنهم حريصين على إستمرار هذه الأزمة من خلال تعنتهم وفشل مشاوراتهم التي أجروها تحت رعاية البعثة الأممية في طرابلس
وعبر الليبيون في عدد من المدن عن أحباطهم بعدما تابعوا وشاهدوا إصرار ممثلي مجلسي الدولة والنواب والرئاسي على التعنت في ايجاد مخرج لهذة الازمة التي وصفت بأنهم ” يتلاعبون بمصيرهم دون أي تقدير أو حرص منهم على معالجة ما يمكن معالجته بخصوص أزمة مصرف ليبيا المركزي وما خلفته من أزمات خانقة أنعكست عليهم سلبا في جميع مناحي الحياة ”
وقالت نادية سعيد 35 سنة مدرسة لوكالة ريبورتاج “” أشعر بالغضب وأرفض مماطلة ممثلي المجلسين والرئاسي للأتفاق على ما ينهي أزمة المصرف .. الأمر الذي انعكس على حياتنا وارتفاع الاسعار وغلاء المعيشة ”
وقالت إنهم يتلاعبون بنا الأمر أصبح لايطاق ازمات متتالية وعدم الشعور بالإستقرار ولا حتى أصبح لدينا شغف لهذة الحياة أنها مريرة معهم ولهم ”
فيما أتهم سعيد المجذوب 30 سنة مهندس في تصريح لريبورتاج الأطراف السياسية التي اعتبرها تتحكم في البلاد والعباد بعدم الجدية في معالجة أوضاع البلاد وتأمين إستقرارها بل مساهمتهم في إستمرارية هذا الوضع لخدمة مصالحهم الضيقة وإطالة بقائهم لأطول مدة ممكنة غير مكتفين بالسنوات الطويلة وهم يتربعون على كراسي السلطة أصبحوا يشكلون الإعاقة الكاملة لكل ما يخدم ليبيا .”
وتسأل المجذوب ” كيف وعلى مدى أسبوعين كاملين البعثة الأممية والمجالس الثلاثة لم تحقق اي نتائج لإيجاد حل عاجل وسريع لأزمة المصرف المركزي ” وأنهم لم يظهروا أي جدية في التقدم بأي خطوة ومن تأجيل إلى تأجيل والذي كان أخره اليوم الخميس بإعلانهم بأنهم في حاجة للتشاور خلال الفترة القادمة دون أن يحرك لهم جفن وهم يرون الظروف المعيشية السيئة التي يعيشها قرابة سبعة ملايين ليبي”
وكانت البعثة قد عبرت بإصدار بيان عبرت فيه عن أسفها لما وصل إليه هذا الأمر من تعنت وعدم قبول كل طرف الطرف الأخر .. مشيرة إلى أن ممثلي المجلسين لم يتوصلوا إلى أي أتفاق لحل الأزمة المستفحلة في المصرف .
ومع تواصل قفل الموانئ النفطية بالمنطقة الشرقية بمنع تصدير أو إنتاج النفط إلا بتنفيذ شروطهم التي تخص المصرف المركزي
ويقول دبلوماسي غربي ” للاسف ان مايحدث في ليبيا هو تصفية بين خصوم سياسين للانفراد بالسلطة يدفع ثمنها الليبين فقط ”
وتقول تقارير خبراء اقتصاديون ” يعاني الليبيين الفقر والذي وصل حسب رأي خبير إلى أكثر من 70 بالمائة في ليبيا .
ونتيجة لذلك شهدت الأسواق أرتفاع جنوني في الأسعار لم يسبق له مثيل منذ سنوات مضت إلى جانب الأزمات المتتالية التي تخلق بين الحين والأخر ويتحمل وزرها الليبيون أنفسهم ولا يشعر بها ساستهم والمتحكمين في مصير البلاد فمن أزمة النقص الحاد في السيولة والتي جعلت بعض المصارف شبه فارغة أو مقفلة إلى أزمات نقص الوقود والطوابير الطويلة التي ينتظر فيها أصحاب السيارات بالساعات للحصول على بضع لترات من الوقود إلى أزمة غاز الطهي وغيرها كثير.
هذه الظروف “والمعيشة الضنكة التي يعيشها الليبييون كما يصفها ” أحمد عبدالعزيز طالب جامعي ” الذي عبر عن جل غضبه من إستمرار وجود المتربعين على المشهد السياسي ..
وقال عبدالعزيز ” إن وجودهم يعد نكبة لليبيا وكارثة يجب معالجتها قبل أن تستفحل وتنهار البلاد
وبدوره قال ” خليفة البوسيفي ” من زاوية الدهماني “65 سنة موظف متقاعد للأسف الشديد لم نعد نعرف هل نبكي على ما آلت إليه البلاد أو نضحك على وجوه بائسة تتحكم فينا وتقودنا إلى مصير مجهول يدمر البلاد والعباد وتصبح ليبيا في خبر كان .
ومن مصراته تواصلت ” ريبورتاج ” مع ” مسعود الهادي ” الذي صب جام غضبه على المتربعين على المشهد السياسي .. وقال أولادنا في مصراته استشهدوا من أجل ليبيا ومن أجل الليبيين لينعموا بثروتهم وحياتهم لكن الآن الصورة أمامكم .. أشخاص وصلوا على أكتاف الشهداء يتفقون تحت الطاولة على تمديد بقائهم وفي العلن يتنافرون ولا يتفقون .