تناولت صحيفة “واشنطن بوست” تفاصيل الفرصة المتاحة للولايات المتحدة للتأثير على مسار الأحداث في سوريا، في مقال للكاتب جوش روجين ، الذي حذر من تفويت هذه الفرصة التي وصفها بـ “التاريخية” عبر النهج الذي يتبعه بايدن وسلفه القادم ترامب، مؤكدًا أن سوريا لا تنحدر إلى الفوضى مثل ليبيا بعد القذافي أو العراق بعد صدام حسين.
وقال “الكاتب”، في مقاله، إنه على الولايات المتحدة الاعتراف بشرعية القيادة السورية الجديدة، ورفع العقوبات على الاستثمار وإعادة الإعمار المفروضة على نظام الأسد “الذي لم يعد موجوداً”، وتوفير المساعدات الإنسانية، إضافة إلى تعزيز الجهود الدبلوماسية لاحتواء التوترات بين سوريا وجيرانها في المنطقة.
وأوضح في مقاله، أن الوقائع على الأرض في الأيام التي تلت سقوط الأسد تظهر عدم صحة الطريقة التي يفكر بها السياسيون الأمريكيون بشأن سوريا، فـ “الكثيرون في واشنطن قللوا من فرص إنشاء دولة حرة ومستقرة وديمقراطية في سوريا عبر تصنيفها ضمن فئة الدول التي فشلت بعد سقوط الدكتاتورية فيها، مثل ليبيا والعراق وأفغانستان.
وأشار إلى إن قائد هيئة تحرير الشام أحمد الشرع “الجولاني”، سلّم السلطة السياسية لحكومة انتقالية مدنية، كما أن هذه الحكومة الانتقالية انخرطت في التواصل مع ما تبقى من إدارة الأسد لضمان استمرارية الخدمات الأساسية في البلاد، وتواصلها مع الأقليات بما يشمل العلويين، الذين مثّلوا القاعدة الأساسية الداعمة للأسد، مما يُظهر التزامهم ببناء وطن يشمل الجميع.
ولفت “روجين”، في هذا السياق، إلى مفارقة تتمثل في أن هيئة تحرير الشام توصلت إلى اتفاق مع المجموعات المقاتلة الكردية للتعامل مع الوضع المعقد في شمالي شرقي سوريا، في الوقت الذي لا تزال فيه الصدامات حاضرة في تلك المنطقة بين قوات سوريا الديمقراطية المدعومة أمريكياً وبين القوات المدعومة من تركيا.
وأكد أن الإجراءات المبكرة التي اتخذتها الحكومة الانتقالية في سوريا، تظهر التزامها بالشمولية والاستقرار، وهو ما “يستحق الدعم”، وأن نهج واشنطن “المتحفظ”، يحمل مخاطرة بتنفير شريك محتمل في المنطقة، ويخلق فراغاً قد يستغله خصوم مثل روسيا والصين.