بعد سقوط ما لايقل عن 39 ألف شهيد وإصابة أكثر من 89 ألف وآلاف الضحايا تحت الأنقاض جراء العدوان الأسرائيلي على قطاع غزة .. لايزال العالم يقف متفرجا على أكبر جريمة إنسانية تنفذ بدم بارد في حق الفلسطنيين .. إلى متى ( تقرير )

تقارير

تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023 م ، ما نتج عنه استشهاد أكثر من 39 ألف فلسطينيا ، معظمهم من النساء   والأطفال وكبار السن ، وإصابة أكثر من 89 ألف و 800  آخرين، وفق احصائيات وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة ، فيما لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض ، حيث لا تستطيع فرق الإسعاف والهلال الأحمر الوصول إليهم.

وعلى مدى تسعة أشهر تحاول جهود برعاية أمريكا وقطر ومصر للوساطة بين إسرائيل وحركة حماس بهدف وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى من الطرفين  إلا  أن رفض رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي لمطالب ( حماس ) حال دون إنهاء الحرب ،   ودخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بشكل آمن ومكثف ومستمر.

وتواصل تل أبيب الحرب رغم قراري مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، ولتحسين الوضع الإنساني المأسوي بالقطاع.

وجددت وكالة الأمم المتحدة لاغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ( الأونروا ) من تحذيرها من خطر المجاعة في غزة، مشيرة إلى أن سكان القطاع يعانون من جوع كارثي ، والأطفال يموتون بسبب سوء التغذية والجفاف، وبدورها منظمة أكسفام الدولية قالت إن ” اسرائيل ” تستخدم المياه سلاحا بشكل ممنهجي ضد أهالي غزة ، مما أدى إلى انخفاض الامدادات من المياه بنسبة 94 %  .. مؤكدة في آخر تقرير لها أن هذا السلوك يعد استخفافا واحتقارا بحياة الإنسان والقانون الدولي.

وفي ذات السياق ، أدى منع الكيان الإسرائيلي وصول المساعدات إلى تفاقم معاناة الفلسطينيين بدرجات متقدمة من المجاعة تصل إلى ” الكارثية” وفق تقرير بحثي أصدره التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي ونشر في 25 يونيو الماضي.

وقال المدير العام المساعد لمنظمة الأغذية و الزراعة( فاو )، الدكتور عبدالحكيم الواعر ” أن سكان القطاع لا يملكون طعاما، وأكثر من 20% منهم يقضون أيامهم بالكامل دون وجبات” .

وأضاف الواعر في تصريحات صحفية أن ” الجوع دفع نصف أسر غزة إلى استبدال ملابسهم مقابل الطعام، ولجأ ثلث عدد الأسر إلى جمع القمامة لبيعها”

ويقول محللون أن حرب الكيان الإسرائيلي على غزة كشفت عن حالة غير مسبوقة في التاريخ حيث وصلت إلى درجة الاهدار الكامل للحقوق الانسانية، والانتهاك الجسيم لمبادئ القانون الدولي الإنساني أمام صمت المجتمع الدولي وعجز مؤسساته عن ردع جرائم الاحتلال الإسرائيلي، مما دفع مدير مكتب مفوض حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة ” كريج مخيبر ” بعد ثلاثة أسابيع من اندلاع الحرب  إلى الاستقالة من منصبه في سابقة أوضحت بشكل جلي زيف الخطاب الغربي عن حقوق الإنسان.

وشهدت بروكسل أمس الأثنين احتجاج منظمات غير حكومية أمام المبنى الذي عقد فيه اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، على خلفية التراخي السياسي للأتحاد الذي أدى إلى إستمرار الكارثة الانسانية في غزة، ودعا المحتجون دول الأتحاد الأوروبي إلى اتخاذ تدابير ملموسة لوقف إطلاق النار وتقديم دعم واضح لأهالي القطاع.

ويرى متابعون لمجريات الأحدات، أنه في الوقت الذي ترفض فيه الولايات المتحدة الأمريكية التصعيد العسكري في غزة ، فإن مواقفها وسياساتها، خاصة في مجلس الأمن سمحت لإسرائيل باستخدام المزيد من القوة العسكرية في غزة.

وقبل زيارته اليوم الثلاثاء إلى أمريكا ، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ، أن إسرائيل ستكون أقوى حليف للولايات المتحدة في الشرق الأوسط بغض النظر عمن سيفوز بالرئاسة في نوفمبر القادم في خطوة منه لتقوية العلاقات معها بعد فتور أصابها في الأشهر الماضية بسبب طريقة إدارة الحرب الإسرائيلية في غزة.

ويرى محللون سياسيون أن الفرصة متاحة أمام الدول العربية وبلدان أخرى داعمة للقضية الفلسطينية للضغط على إسرائيل بعد صدور قرار محكمة العدل الدولية القاضي بالوقف الفوري للحرب إلا أن حكومات عربية منذ بداية الحرب وجدت نفسها بين مطرقة التزاماتها الدبلوماسية تجاه مسألة التطبيع مع إسرائيل وإرضاء مشاعر الولايات المتحدة، وسندان المساندة الشعبية للفلسطينيين التي تشكل تيارا كبيرا في الشارع العربي ، الأمر الذي دفع الدول العربية إلى مسك العصا من المنتصف.

في المقابل، وعلى النقيض، قال زعيم جماعة أنصار الله باليمن عبدالملك الحوثي  الأحد الماضي ، أن ” قدرات العدو الاسرائيلي على الردع قد انتهت ، وأنه مهما فعل لن يتوفر له الردع أبدا ، وأضاف في كلمة له ” أن العدو لم يعد آمنا حتي في ما يطلق عليه عاصمته تل أبيب وأن المعركة مفتوحة وبلا خطوط حمراء ” على حد قوله.

و جاءت كلمة ” الحوثي ” بعد يوم من غارات شنتها ” اسرائيل ” على منشآت لتخزين النفط بمرفأ مدينة الحديدة اليمنية، أسفر عنها عدة قتلى وجرحى، وذلك غداة هجوم بمسيرة يمنية على مدينة تل أبيب.

وأيا كانت نسبة شعبية حركة المقاومة الإسلامية( حماس ) في الشارع الفلسطيني بعد السابع من اكتوبر الماضي ، ومدى استقلالية مشروعها السياسي ، يؤكد مستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الدينية ” محمود الهباش ” أن حماس تعمل على إجهاض حلم الدولة الفلسطينية حسب قوله.

شارك الخبر عبر :
اخبار ذاة صلة