لماذا تُعد ليبيا أهم نقطة ارتكاز لروسيا في منطقة المغرب العربي؟.. معهد “كارنيغي” لدراسات الشرق الأوسط يوضح

سياسة

أكد معهد “كارنيغي” لدراسات الشرق الأوسط أن ليبيا تعتبر أهم نقطة ارتكاز لروسيا في منطقة المغرب العربي على المدى القريب والمتوسط، وأكثر تدخلاتها نجاحا في القارة الأفريقية، موضحًا أنها تعمل الآن كمنصة انطلاق لبصمة موسكو المتنامية في الجنوب من خلال الفيلق الأفريقي.

وقال “كارينغي” في مقال له، إن أهمية دول المغرب العربي لروسيا تأتي من كونها جزءا من القارة الأفريقية والاتحاد الأفريقي، وبالتالي فهي تخدم مسعى روسيا لتعزيز نفوذها المتنامي في القارة الأفريقية.

وتابع أن هذه البلدان تقع أيضًا على حوض البحر المتوسط مما يوفر لموسكو نقاط نفوذ محتملة على تدفق النفط والغاز الطبيعي والهجرة غير النظامية إلى الجناح الجنوبي لأوروبا التي يهيمن عليها حلف شمال الأطلسي، فضلًا عن الموانئ المحتملة للمياه الدافئة لبحريتها.

وأضاف أن المضيف الرئيسي والمانح لموسكو في ليبيا هو المشير حفتر، ومن خلاله تمكنت القوات الروسية، إلى زيادة أعدادها بسرعة، من تأمين الوصول إلى حقول النفط الرئيسية وشبكات التهريب، فضلا عن السيطرة على القواعد الجوية والموانئ الرئيسية، مما يمنح موسكو مركزا لوجستيا يمكن الاعتماد عليه لبصمتها الأمنية المتنامية في منطقة الساحل والسودان.

وأوضح معهد “كارينغي” أنه بالمقارنة مع النفوذ الروسي في ليبيا إبان عهد القذافي، تجد أن أهداف موسكو أولًا بالرغبة في استعادة وتجاوز الفوائد الاقتصادية التي تمتعت بها في عهد القذافي من خلال صفقات البنية التحتية والطاقة.

وأكد أن الهدف الثاني لروسيا هو عرقلة وتقويض الدبلوماسية الأوروبية بشأن ليبيا من خلال المبادرات العدوانية غير المثقلة بحقوق الإنسان، وإنشاء قواعد عسكرية ومراكز لوجستية لإسقاط قوتها في دول الساحل إلى الجنوب وعلى طول ساحل البحر المتوسط، حيث يمكنها تهديد الجناح الجنوبي لحلف شمال الأطلسي.

ولفت إلى أن روسيا استغلت قواعدها العسكرية في الجنوب في نقل الأسلحة والإمدادات والأفراد إلى الدول الهشة والمتضررة من الصراعات إلى جنوب ليبيا بما في ذلك السودان، حيث دعمت روسيا قوات الدعم السريع، وكذلك بوركينا فاسو وجمهورية أفريقيا الوسطى وتشاد ومالي والنيجر.

وأشار معهد “كارينغي” إلى أن موسكو تستفيد من قواعدها الجوية في ليبيا في تهريب الذهب والوقود والمخدرات عبر المناطق، لاسيما حبوب «كبتاغون» من سورية.

 

 

 

شارك الخبر عبر :
اخبار ذاة صلة