من أمام قوس ماركوس البالغ من العمر 1859 سنة تقريبا والذي شيد لتخليد ذكرى الإمبراطور الرومانى ماركوس أوريليوس، ، وعبر زنقة الفرنسيس المتميزة بمبان تاريخية ، جميلة الطراز ومنها السفارة الفرنسية القديمة وتستخدم اليوم كبيت ثقافي ، مرورا ببيت إسكندر وساحة السيدة مريم العذراء والتي منحها مطعم درغوث روحا من الحياة الهادئة .
وبالإتجاه نحو زنقة الأربع عرصات التي يتوسطها جامع الدروج بطلائه الأبيض النقي، وعلى بضع خطوات يلاصقه مطعم عبية الاثري ذو المعالم والزخارف الكاشفة عن هوية طرابلس والحضارات المتتالية عليها عبر الزمن .
وكالة ريبورتاج الإخبارية تجولت في أزقة المدينة وتابعت ورصدت بالصور جمالية هذه المدينة العتتيقة الضاربة في أعماق التاريخ حتى وصلت إلى باحة المطعم الذي إتخذته منظمة الليبيو وجمعية الأنامل المبدعة للتوعية والثقافة والفنون، مكانا لعرض المنتجات الحرفية التقليدية لعدد 20 مشاركة ليبية، تمثلت في العطور والبخور والصوف والزي الليبي والاكسسوارات والأكلات الشعبية الليبية، وتحف من سعف وجذوع النخيل .
وعلى عتبة الفندق وقف عضو منظمة الليبيو والمنتدى الدولي للحرف اليدوية ” خالد الجدي ” مرحبا بفريق الوكالة الصحفي لمتابعة هذا الحدث وقال هنا عرضنا صناعات ومنتجات نالت اعجاب الزوار من بينهم سواح من إيطاليا والجزائر .
وأضاف أن الجميع عبروا عن أعجابهم الشديد بكل ما هو تقليدي ومعبر عن هوية مجتمعنا ، بل وعد بعضهم بالعودة والتنسيق لإقامة مشاريع ثنائية .. موضحا أن هذا هو الهدف الذي تسعي إلىه المنظمة ويتوافق مع حرصها الشديد على إحياء كل الموروث القديم ودعم أصحاب الحرف والمشاريع الصغرى التي تستحق الدعم .
وأشار إلى أن هذه المنظمة التي تأسست منذ العام 2011 ومن خلال فروعها الخمسة تسعى لأن تكون موروثاتنا الجميلة حاضرة في جميع المعارض المحلية والخارجية ، فالشعب الذي لاهوية له لا وجود له.
وبدورها عبّرت رئيس فرع المنظمة بطرابلس ” خديجة بن عسكر ” عن سعادتها وهي تشاهد أقبال الأجيال الجديدة تعلم الحرف اليدوية والصناعات التقليدية رغبة منها في التعلم بعد أكتشافها جمال التنوع في تراثنا وموروثنا الليبي الذي يحتاج إلى دعم حقيقي من المسؤولين خاصة وزارتي السياحة والثقافة .
وقالت بلادنا ليبيا تحظى بتنوع ثقافي عربي امازيغي تارقي تباوي ولكل منها ميزته التي تمنحه جمالا وتميزا عن الآخر .
وفي زاوية جميلة وقفت ” سمية البشتي ” مشاركة بمنتجاتها اليدوية وقالت بفخر ” أنا هاوية لصناعة الاكسسوارات التقليدية منذ الصغر ، أحب كثيرا التفنن في صناعتها من الأحجار الكريمة والفضة والجلد .
وأضافت ” سمية ” القول إن هذه المعارض أعتبرها فرصتي لأظهار منتجاتي والتعريف بها، للزوار بدء من نوع المواد الخام التي اتحصل عليها من السوق المحلي ومصانع مختصة .
ومن خلال عرضه لمنتجات أعشاب طبية قال ” أحمد شاقان ” أشارك باسم مركز شجرة الزيتونة المباركة بمنتجات طبيعية تستخدم كعلاج يعتمد على الأعشاب الطبيعية لمعالجة العديد من الأمراض .. وقال لقد لاحظنا اقبال كبير من الزوار على منتجاتنا التي نشارك بها في الخارج وتلقى استحسانا طيبا.
وفي زاوية هادئة جلس الخطاط ” سالم المكي” خريج زراعة وأحد هواة للخط العربي واجتهد لتحسينه وتجميله حتى أصبح مميزا في بلدية أوباري جنوب ليبيا .
وأشار ” المكي ” إلى أنه خط الكثير من رسائل التخرج واللوحات الفنية ، وشارك في هذا البزار بعد سلسلة من المشاركات التي زادت من تكريس جهده ووقته لموهبته وأصبحت مخطوطاته من مصادر رزقه من خلال الدورات التدريبية التي يعطيها للأجيال الجديدة في جمال الخط العربي.
” نجاة الحلو ” ، منتجة اكسسوارات تعلمت من خلال ” الانترنت ” كيف تختار المواد وكيف تنتج ما يلفت انتباه الفتيات خاصة من الاقراط والعقود .
وقالت دعما للمرأة والهاويات للمشغولات اليدوية التقليدية ـ اقترحت تخصيص مكان في كل بلدية تعرض فيه النساء مشغولاتهن اليدوية بكل أنواعها ويصبح سوق شعبي دائم مصغر .. مؤكدة أن هذا المقترح يدعم المرأة اقتصادية ويحافظ على الموروث الثقافي وكذلك يعتبر وسيلة دعاية لمنتوج السيدة الذي ينتمي لوطننا ليبيا ذات التنوع الثقافي الجميل.