تصدر اسمه الشاشات الإعلامية مع نبأ الإطاحة بنظام بشار الأسد في سوريا، وراح يتساءل الجميع عنه، إنه “أبو محمد الجولاني”، الذي عمد على الإشارة لاسمه الحقيقي “أحمد الشرع” خلال الأسابيع القليلة الماضية، فهو طالب الطب الذي قاتل في صفوف تنظيم القاعدة، وتحول إلى زعيم هيئة تحرير الشام، تلك الهيئة التي تتحسس خطواتها في حكم سوريا، في اليوم الأول بعد سقوط نظام “الأسد”، أمس الأحد.
ولد “الجولاني” أو “الشرع” عام 1982، ونشأ في حي المزة بدمشق، في كنف عائلة ميسورة وبدأ دراسة الطب. وبحسب موقع ميدل إيست آي الإلكتروني، “بدأت أولى علامات الجهاد تظهر في حياة الجولاني” بعد اعتداءات 11 سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة، و”بدأ بحضور خطب دينية واجتماعات سرية في ضواحي دمشق”.
وبعد الاجتياح الأمريكي للعراق في عام 2003، توجه للقتال حيث انضم إلى تنظيم القاعدة بقيادة أبي مصعب الزرقاوي. واعتُقِل الجولاني عدة مرات من قبل الجيش الأمريكي، لكنه بقي في العراق، تزامن هذا مع تنظيم داعش في العراق بقيادة أبو بكر البغدادي.
ومع اندلاع الثورة السورية 2011، زادت شهرة الجولاني عندما أرسله البغدادي إلى سوريا لتأسيس فرع لتنظيم القاعدة في سوريا تحت اسم “جبهة النصرة”.
وصنفت الولايات المتحدة “جبهة النصرة”، الكيان المتطرف الوليد، على قائمة المنظمات الإرهابية، وما زال هذا التصنيف قائمًا، وقد وضعت الحكومة الأمريكية مكافأة قدرها 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عن الجولاني.
وفي عام 2013، أعلن الجولاني ولاءه لتنظيم القاعدة؛ إذ خاضت جبهة النصرة معارك ضد داعش وقضت على الكثير من المنظمات داخل المعارضة المسلحة السورية، ولكن في عام 2016 انفصل عن القاعدة، وحاول تغيير صورته وتقديم نفسه في مظهر أكثر اعتدالًا. ونقلت فرانس برس عن المتخصص في التنظيمات الإسلامية في سوريا توما بييريه قوله: “إنه متطرف براغماتي”.
وأعاد تحالفه تسمية نفسه مرة أخرى باسم هيئة تحرير الشام، وعزز ذلك من قوة الجولاني في محافظة إدلب شمال غرب سوريا.
وفي عام 2021، قال الجولاني في مقابلة مع شبكة “بي بي إس” الأمريكية، إن هيئة تحرير الشام لا تشكل أي تهديد للغرب وأن العقوبات المفروضة عليها غير عادلة. وقال في المقابلة: “نعم، لقد انتقدنا السياسات الغربية، ولكن شن حرب ضد الولايات المتحدة أو أوروبا من سوريا ليس صحيحًا. لم نقل إننا نريد هذا القتال”.