أكد راديو فرنسا أن عدد كبير من الليبيين يظهرون الازدراء للرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي، ومحاكمته على خلفية شبهات تتعلق بتلقيه تمويلًا من الزعيم الليبي السابق معمر القذافي لحملته الانتخابية في عام 2007، بسبب المآسي التي عانت منها ليبيا أعقاب أحداث فبراير، بسبب التدخل العسكري الفرنسي عام 2011.
جاء ذلك في تقرير لـ “الراديو” تناول فيه تفاصيل عودة “ساركوزي”، اعتبارا من اليوم الإثنين إلى المحكمة برفقة ثلاثة من وزرائه السابقين.
وأوضح “الراديو” أن كثير من الليبيين يستغربون من أن “ساركوزي” لا يحاكم إلا في قضية فساد، بينما هو دمر الدولة الليبية وأغرقها في الخراب، مضيفًا أن ظروف الليبيين، منذ 2011، لم تتوقف عن التدهور وعانوا من عدم الاستقرار والدمار، الذي تسببه الميليشيات والتدخلات الأجنبية التي لا هوادة فيها.
وأشار إلى أن أصوات ليبية عديدة تطالب بتقديم “ساركوزي” أمام المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم ضد الشعب الليبي.
وأكد رئيس تنسيقية العمل الوطني بني وليد، أسامة الأشهب، في تصريحات لـ “الراديو”، أن الليبيين يعتقدون أن أسباب الانقسام والحروب والصراعات التي واجهتهم تعود إلى “ساركوزي”.
وأوضح “الأشهب”، في تصريحاته، أنه بصفته ليبيًا يعتقد أن “ساركوزي” هو الذي تسبب في وصول الإرهاب إلى بلده، ثم إلى مالي، والنيجر وفي جميع أنحاء منطقة الساحل، لإضعاف هذه البلدان.
وأشار إلى أن فئة واحدة من الليبيين، تهتم بمحاكمة “ساركوزي”، وهم هؤلاء الذين يشعرون بالحنين إلى النظام القديم، ويحلمون بمعاقبة “ساركوزي”، حيث يعتقدون أنه “خائن” كان يستفيد من كرم “القذافي” قبل أن ينقلب عليه.
وتابع: أنه بالنسبة لنا فهي خيانة وطعنة في الظهر أيضًا كان على رأس جمهورية تتمتع بعلاقات جيدة في الشرق الأوسط وإفريقيا، لكنه أضعف موقف فرنسا التي هبطت اليوم إلى المرتبة الثانية في صنع القرار الدولي.
وبحسب موقع قناة فرنسا 24، تعود الأحداث إلى لقاء في العاصمة الليبية طرابلس في العام 2005 خُصّص رسميا لموضوع الهجرة غير النظامية، بين “القذافي” و”ساركوزي” الذي كان وزيرا للداخلية في ذلك الوقت، والذي كان يستعدّ للترشّح للانتخابات الرئاسية في العام 2007.
وقتها، تم التوصل إلى “اتفاق” لتمويل حملته الانتخابية، بحسب الاتهام الذي استند إلى تصريحات سبعة من كبار الشخصيات الليبية السابقين بشأن رحلات سرية أجراها كلود غيان مدير حملة ساركوزي الرئاسية وبريس هورتيفو وهو مقرّب من الرئيس السابق.