حذر سفير ليبيا الأسبق لدى الدنمارك والسويد وكبير مستشارين سابق بالأمم المتحدة، إبراهيم قرادة، من تأثير التطورات الأخيرة في مالي على الجنوب الليبي، وقال إن هناك عدة مخاطر محتملة تمثلت في انتقال عناصر إرهابية من القاعدة وداعش إلى الداخل الليبي عبر الحدود المفتوحة، وتحول فزان إلى نقطة عبور وتمويل محتملة للجماعات المسلحة، وتزايد نشاط شبكات تهريب السلاح والمخدرات والوقود والذهب، ما يقوض الاقتصاد الرسمي مع استغلال البطالة والتهميش في الجنوب لتجنيد الشباب المحلي في الجماعات الإرهابية أو شبكات التهريب، وتزايد موجات الهجرة غير النظامية من مالي والنيجر، مما يفاقم الأزمة الديمغرافية.
وأوضح “قرادة”، في منشور على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، أن التطورات الإقليمية تشير إلى أن الأزمة في مالي، لم تعد شأناً بعيداً، بل هي تهديد مباشر ومتصاعد يمتد طبيعياً نحو الجنوب الغربي لليبيا “فزان”، ما يستدعي تحركاً وطنياً استباقياً عاجلاً، مشيرا إلى أن منطقة الساحل تشهد عموماً ومالي خصوصاً حالة هشاشة قصوى وفراغ أمني هائل، بعد سلسلة الانقلابات العسكرية، وانسحاب فرنسا، وانهيار منظومة “G5 الساحل”، مع تصاعد غير مسبوق لنفوذ تنظيمي القاعدة وداعش اللذين عادا لاحتلال مساحات واسعة.
وأكد في منشوره، أن أمن الجنوب الليبي لم يعد قضية محلية، بل هو جزء من صراع إقليمي ودولي يتسع، مشيرا إلى أهمية التحرك باستراتيجية وطنية متكاملة لـ تعزيز السيطرة على الحدود الجنوبية وتطوير تنمية اقتصادية واجتماعية عاجلة في فزان، إلى جانب تعزيز التنسيق الأمني والإقليمي (خاصة مع الجزائر) لضمان عدم تحول فزان إلى حلقة عنف متواصلة تمتد إلى باقي البلاد.









