ارتفاع حدة الصراع في الشرق الأوسط و تأثيره على الاقتصاد العالمي

تقارير

 

تصاعدت حدة الحرب الإسرائيلية، خلال الأسابيع القليلة الماضية، لتشمل لبنان إلى جانب غزة، مما انعكس على الاستقرار السياسي والاقتصادي في منطقة الشرق الأوسط،وهدد بخنق نمو الاقتصاد العالمي وإشعال التضخم، خاصة مع تهديدات إسرائيل بالانتقام من إيران بعد مهاجمتها بالصواريخ ردًا على مقتل قادة حماس وحزب الله.

وبحسب وكالة أنباء “رويترز” فإن التوترات المتصاعدة في الشرق الأوسط تضيف مزيدًا من الشكوك إلى الاقتصاد العالمي حتى في الوقت الذي يبدأ فيه صناع السياسات في تهنئة أنفسهم على نجاحهم في إخراج الاقتصاد من نوبة من التضخم المرتفع دون التسبب في الركود.

الخبير الاقتصادي مراد كواشي، يرى أن تصاعد المخاطر في الشرق الأوسط له تأثير مباشر وكبير على الاقتصاد العالمي، موضحا أن  تصاعد وتيرة الحرب في المنطقة مؤخرا ، خاصةً مع دخول إيران في المشهد، أدى إلى ارتفاع أسعار النفط إلى مستويات قياسية لم تشهدها الأسواق منذ نهاية أغسطس الماضي، بحسب تصريحات لقناة “سكاي نيوز عربية”.

وأضاف في تصريح ل ” ريبورتاج ” ، أن توترات الشرق الأوسط تؤثر بشكل جوهري على سلاسل الإمدادات، خصوصاً في مناطق استراتيجية مثل البحر الأحمر والبحر المتوسط، و قناة السويس، التي تُعد شرايين رئيسية للتجارة العالمية، مما له تداعيات سلبية على الاقتصاد العالمي من حيث حجم التبادل التجاري.

بدوره قال الخبير الاقتصادي ورئيس المنتدى المصري للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية ” رشاد عبده “، إن الحرب في الشرق الأوسط أثرت بشكل كبير على الاقتصاد العالمي، حيث ارتفعت أسعار البترول والنقل ومنها ارتفعت نسبة التضخم العالمي.

وأضاف في تصريحات خاصة لوكالة “ريبورتاج” الإخبارية، أن محاولات الحوثيين في ضرب السفن الداعمة لإسرائيل، في البحر الأحمر، أثرت على قناة السويس وفقدت تقريبًا من 50 – 60% من إيراداتها ما يعادل أكثر من 6 مليار دولار خلال الشهور الماضية.

وأضاف ” عبده ” ، أن السفن لجأت إلى طريق رأس الرجاء الصالح، وبدلًا من المرور في قناة السويس في 11 ساعة، أصبحت تستغرق وقتًا يقدر بـ20 يومًا، ما أدى إلى تأخر وصول السلع إلى العالم وأصبح هناك شُح في الإنتاج و ارتفاع في الأسعار.

و أكد الخبير الاقتصادي ” د.السيد خضر ” ، إن الصراعات في الشرق الأوسط بداية من فلسطين وامتدادها إلى لبنان ومن ثم  إيران خلقت حالة من عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي، نتيجة لانهيار البنى التحتية وارتفاع أسعار النفط.

وأوضح في تصريح خاص ل “ريبورتاج” ، أن امتداد حدة الصراعات الجيوستراتيجية إلى منطقة البحر الأحمر، زادت  من حجم التأثيرات السلبية على الاقتصاد العالمي، مشيرًا إلى أن أكثر الدول المتأثرة هي ذات الاقتصادات الناشئة، خاصة وأن الاقتصاد العالمي كان يعاني من ارتفاع نسبة التضخم بسبب الحرب الأوكرانية الروسية وانتشار فيروس كورونا.

وقال ” خضر ” إلى أن محاولة إسرائيل ضرب مصفاة النفط الإيرانية، ستصل بأسعاره إلى مستوى قياسي عالمي، مشيرا إلى أن أي قرار قد تتخذه  السعودية برفع حصتها لمواجهة نقص الإنتاج الإيراني، لن يجدي نفعًا، حيث أن الطلب على النفط يزيد مع توسع دائرة الحروب على حد تعبيره.

شارك الخبر عبر :
اخبار ذاة صلة