اعتقله الاحتلال طفل وافرج عنه شاب مثقل بالامراض النفسية.. قصة المقدسي احمد مناصرة في سجون الاحتلال

عربي

في يوم 12 ابريل من عام 2015, كان الطالب, الطفل, احمد مناصرة, المولود عام 2002 في بيت حينيا بالقدس المحتله, يتجول مع ابن عمه حسن مناصرة حين فاجأتهما قوات الاحتلال الاسرائيلي باطلاق النار نحوهما, استشهد حسن واصيب احمد ليقع بين يدي اجرام جنود الاحتلال حيث تعرض للضرب الوحشي والدهس قبل ان ينقل وهو بين الحياة والموت لاصابته بكسور في الجمجمة للمستشفى, اعتقد حينها ان الطفل استشهد ليظهر لاحقا وهو حي.

نشرت حينها فيديوهات قاسية للطفل اثناء اعتقاله حيث ظهر وهو ملقى على الارض ويصرخ من الاصابة بينما جنود الاحتلال يحاولون تثبيته على الارض.

اعتقل مناصرة بزعم محاولته تنفيذ عملية طعن, الاتهام الذي لم يتمكن الاحتلال من اثباته باي دليل حتى اليوم, وتم التحقيق معه بطريقة تجردت من كل المعاني الانسانيه حيث سرب الاحتلال مقطع مصور يظهر المحقق وهو يشتم ويصرخ على الطفل الذي بدى مذعورا ويكرر عبارات “مش عارف” “مش متذكر” “مش متأكد”.

ورغم تعذيبه جسديا ونفسيا بابشع الطرق, لم يستطع الاحتلال استخراج اي اعتراف من الطفل.

في عام 2016, أصدرت المحكمة المركزية الإسرائيلية حكما بالسجن الفعلي على مناصرة لمدة 12 عاما, كما فرضت عليه دفع غرامتين ماليتين قدرهما 100 ألف و80 ألف شيكل إسرائيلي، قبل ان يخفض الحكم لاحقا إلى 9 أعوام ونصف العام.

اثناء المحاكمات منعت القيود الاسرائيلية والدة احمد مناصرة من الاقتراب منه وقالت في تصريحات صحفية لها “كنت أنظر اليه من بعيد, نظرات فقط, والشرطي يغطي عليه ويحجبه عني متعمد”. وفي احدى المحاكمات وبعد عدة محاولات من المحامي, سمح القاضي الاسرائيلي لوالدة مناصرة بأن تلمس اصبع واحد فقط من يده. وعن تلك اللحظة قالت الوالدة “ابني لم يترك أصبعي وظل يقبله وهو يرتجف ويبكي بشدة، ولم أستطع ترك إصبعه لمدة لم تتجاوز الدقيقتين”.

عانى احمد من مشاكل نفسية عميقة نتيجة التحقيق الوحشي وعزله في السجن الانفرادي فترة طويلة. وفقا لتقرير منظمة العفو الدولية الذي صدر عام 2022, تم تشخيص مناصرة بالفصام والاكتئاب الحاد والتخيلات الذهانية.

اما عن المشاكل الجسدية فعانى احمد من ورم دموي داخل الجمجمة بسبب الكسور التي تعرضت لها, الامر الذي سبب له صداع مزمن والام شديدة يعاني منها حتى الان, حيث يعتبر واحد من اصحاب الحالات المرضية الصعبة بين صفوف الاسرى.

وقال الاسير المحرر اليوم مصعب قطاوي من مدينة قلقيلية, الذي حفروا على رأسه النجمة السداسية قبيل تحريره “وضعووا رؤوسنا انا واحمد مناصرة داخل حاويات القمامة ونكلوا بنا قبل تحررنا من سجون الاحتلال … الاسرى يعانون داخل السجن اشد المعاناة وقد يستشهد اسير جديد في اي لحظة بسبب ما نتعرض له داخل الاسر”.

شارك الخبر عبر :
اخبار ذاة صلة