سقط بشار الأسد ووجدت إيران نفسها مضطرة إلى الحفاظ على توازن دقيق جدا في موقفها حيال سوريا، حيث خسرت حلقة رئيسية في “محور المقاومة” في مواجهة إسرائيل في وقت يبدو فيه أن الحرب المفتوحة الأخيرة مع إسرائيل أضعفت حليفها الرئيس حزب الله في لبنان.
وبحسب موقع “فرنسا 24″، نشرت وكالة فارس للأنباء، انتقاد لم يكن ليتصوره أحد قبل أيام قليلة أن بشار الأسد “لم يصغ جيدا إلى نصائح الجمهورية الإسلامية”، فيما لخص التلفزيون الإيراني العام الوضع بقوله “أحداث سوريا تفتح فصلا جديدا” منتقدة الرئيس السوري السابق بكثرة بعدما سيطرت فصائل المعارضة بقيادة هيئة تحرير الشام على السلطة والمعروفة بقربها من تركيا.
وأورد جزء كبير من الصحف الإيرانية صورة غير إيجابية عن بشار الأسد، حيث ذهبت صحيفة “هم ميهن” إلى حد القول إن الأسد كان على رأس “نظام استبدادي وقمعي”، وعنونت صحيفة “إيران” الحكومية “خيار الشعب السوري” في حين خرجت صحيفة “طهران تايمز” الصادرة بالانكليزية، بعنوان “غسق في سوريا”.
وكانت طهران تصف هذه الفصائل بأنها “إرهابية” في بداية هجومها المباغت والخاطف، لتقول عنها لاحقا أنها فصائل “معارضة” على وقع تقدمها السريع باتجاه العاصمة دمشق وسيطرتها على السلطة.
وحاول وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، تبرير ذلك، بقوله “بعض المعارضين لا ينتمون إلى جماعات إرهابية”، مضيفًا: “لقد شجعنا على النقاش بين حكومة (بشار الأسد) والمعارضة”، وذلك في تحول طفيف في الموقف الرسمي.
يُذكر أن سوريا وإيران تربطهما علاقات مميزة منذ فترة طويلة بعد تقارب باشره الرئيس السابق حافظ الأسد حتى قبل قيام الثورة الإسلامية في إيران.
وتعززت هذه الروابط خلال الحرب العراقية-الإيرانية (1980-1988) عندما كانت سوريا البلد العربي الوحيد الذي وقف إلى جانب طهران في وجه الرئيس العراقي السابق صدام حسين.