تناول التلفزيون الألماني DW قصة الطفلة الليبية سوهان، التي انتشرت صورها وهي تقل قارب هجرة غير شرعية إلى إيطاليا بحثا عن علاج لمرضها النادر، حيث تعاني من التليف الكيسي، وهو اضطراب جيني مزمن يتطلب علاجًا يوميًا ورقابة طبية دقيقة، وقال إن هذه الواقعة أبرزت حجم التدهور الحاد في القطاع الصحي الليبي، حيث أصبح الحصول على الرعاية الطبية الأساسية تحديًا يوميًا، حتى للأطفال الذين يعانون من أمراض مزمنة تهدد حياتهم.
وقالت والدة الطفلة “سوهان”، في تصريحات لـ”التلفزيون الألماني”، إننا لم نغادر لأننا نريد الهجرة، بل لأن المرض لا ينتظر، ولأن المستشفيات هنا لا تملك الدواء، ولا حتى أدوات التشخيص”، مشيرة إلى شعورها بالخذلان من وعود لم تُنفّذ، مقابل احتياجات أساسية لطفلة لا تطالب سوى بحقها في الحياة.
وتابعت في تصريحاتها، أن الحكومة تواصلت معنا فقط في البداية، ثم توقف كل شيء… لم يتصل أي مسؤول، ولم تُتخذ أي خطوة حقيقية بعد ذلك”.
وأوضح “التلفزيون الألماني”، أن القارب تعرض لإطلاق نار من زورق تابع لخفر السواحل الليبي، لكن ما إن تبيّن أن جميع من على متنه ليبيون، تغيّر التعامل، وسُمح لهم بمواصلة الرحلة باتجاه المياه الإقليمية.
وأشار إلى أنه رغم وصول سوهان والعائلات التي كانت برفقتها على متن القارب إلى إيطاليا، لم تنتهِ معاناتها. فهي تقيم حاليًا في مركز إيواء يفتقر للتكيف، ما يفاقم حالتها الصحية المرتبطة بالمرض ذاته.
وأكد أنه لم يتسنّ لفريق DW، رغم محاولات التواصل مع وزارة الصحة الليبية للحصول على توضيح بشأن الإجراءات الموعودة، للحصول على أي رد، إذ رفض المسؤولون في الحكومة التعليق على الموضوع.
وأضاف أنه وفقًا لوثائق حصرية حصل على نسخة منها، قدّمت أكثر من 60 أسرة ليبية ملفات رسمية إلى وزارة الصحة تطالب بعلاج أطفالها المصابين بذات المرض، وتضمنت الوثائق أسماء المرضى وأرقامهم الوطنية، دون أن يصدر عن الوزارة أي رد حتى الآن.
و أشار إلى بيانات اطّلع عليها إلى أن حجم الإنفاق على قطاع الصحة في ليبيا تجاوز 50 مليار دينار ليبي (حوالي 9.5 مليار يورو) بين عامي 2011 و2025، دون أن ينعكس ذلك في تحسين ملموس على مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين.