أكدت صحيفة الشرق الأوسط السعودية أن السلطات في شرق ليبيا وغربها في صراع يبدو في بعض جوانبه صامتاً، لكنه يعتمد استراتيجية “تطويق الأرض”، وهي عملية مرحلية في سباق التنافس على مزيد من النفوذ المُعزَّز ببسط القوة على الأرض.
وقالت “الصحيفة السعودية”، في تقرير لها، إنه يرصد مراقبون كيف أن سلطات بنغازي، الممثلة في قيادة الجيش الوطني وحكومة أسامة حمّاد، أحدثت اختراقاً في جبهة العلاقات الاجتماعية لغريمتها “الوحدة”، وذلك بمد جسور التواصل مع مَن كانوا يُصنَّفون على أنهم “أعداء أمس”، سواء في الزاوية أو مدن أخرى بالعاصمة.
وأكد مصدر موالٍ لـ “الجيش الوطني” رفض ذكر اسمه للصحيفة لدواعٍ أمنية كونه يعيش في غرب ليبيا، أن القائد العام المشير حفتر ترك فرصاً كثيرة للأطراف السياسية والمؤسسات للعمل على إنقاذ ليبيا؛ إلا أنه يرى في ذلك تحركاً ينقذ البلاد مما هي فيه؛ فأصدر تحذيره الأخير بأن الجيش لن يتجاهل ما يحدث، موضحا أن المؤسسة العسكرية تضطلع بدورها الوطني في حماية الليبيين من حالة المتاجرة بمستقبلهم والتشرذم التي تشهدها البلاد، مُعتقِداً أن هناك إقبالاً واسعاً من أطراف كانت محسوبة على الدبيبة للاصطفاف مع (الجيش الوطني).
وأضافت “الصحيفة” أنه في إطار تصاعد المنافسة، أصدر “الدبيبة” قراراً بإنشاء 15 فرعاً بلدياً جديداً يتبع بلدية مصراتة، ويشمل ذلك مناطق متعددة بعيدة جغرافياً عنها، من بينها تاورغاء، وأبو قرين، وبونجيم، وزمزم.
وأوضحت أنه تظل في ليبيا أطراف سياسية واجتماعية على يسار “الجيش الوطني” وسلطات طرابلس، لديها اعتراضات على حكومة “الوحدة”، كما تعبر عن رفضها لما وُصِفَ بـ”عسكرة ليبيا”، وترى في توسيع الجيش سيطرته على مدن الجنوب أنه يُكرّس الانقسامين العسكري والسياسي، ويُعدّ في الوقت نفسه تحركاً استباقياً لأيّ ترتيبات أممية مُقبلة.









