كشف تحقيق لهيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” أن الصحافي اللبناني – السويدي قاسم حمادة تمكن من دخول مشرحة سرية في طرابلس الليبية بعيد سقوط نظام العقيد معمر القذافي عام 2011، ووثق صورة لجثة يعتقد أنها تعود لرجل الدين اللبناني موسى الصدر وأخذ عينات من شعر الجثة.
وأكد “التحقيق” أن الصحفي سلم العينات إلى مسؤولين لبنانيين بغرض إخضاعها لفحص الحمض النووي، لكنّ المسار توقّف عند هذا الحد، إذ لم يصل أي رد لاحق بشأن التحليل، ما يثير تساؤلات إضافية حول سبب تجميد هذا الخيط الحاسم.
وعرضت شبكة”بي بي سي” الصورة على فريق في جامعة «برادفورد» البريطانية، الذي يعمل منذ عقدين على تطوير خوارزمية فريدة للتعرف العميق على الوجه. وبعد مقارنة الصورة مع أربع صور لموسى الصدر في مراحل مختلفة من حياته، أعطت النتيجة تقييماً بحدود 60 من 100، وهو ما وصفه الخبراء بأنه «احتمال مرتفع أن تكون الجثة تعود إليه».
وسافر فريق “بي بي سي” عام 2023 برفقة حمادة مجدداً إلى ليبيا للبحث عن أدلة إضافية، لكن مهمتهم انتهت باعتقالهم من قبل جهاز المخابرات الليبية، حيث احتُجزوا ستة أيام بتهمة التجسس، قبل أن يُفرج عنهم تحت ضغط من المؤسسة الإعلامية البريطانية والحكومة في لندن.
يذكر أن قضية “الصدر” تمثل واحد من أكثر الألغاز السياسية غموضاً في تاريخ لبنان المعاصر، حيث تقول بعض الروايات إنه اختفى عام 1978 خلال زيارة رسمية إلى ليبيا، حيث كان يفترض أن يلتقي العقيد معمر القذافي، ومنذ ذلك التاريخ ظل مصيره مجهولاً.