تناول راديو فرنسا الدولي التقرير الذي نشرته مجلة “أمريكان ثينكر” الإلكترونية في عددها الصادر في 2 مارس الجاري، والذي تحدثت فيه أن رئيس وزراء حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة أبلغ الحكومة الأميركية استعداده لاستقبال ما بين 100 ألف و200 ألف فلسطيني من غزة، معتبرا أنه أول رد إيجابي من العالم العربي والإسلامي على خطة الرئيس دونالد ترامب لنقل الفلسطينيين من غزة.
وقال “الراديو الفرنسي” في تقرير له، إن الرأي العام الليبي لا يصدق نفي “الحكومة” للمعلومات التي نشرتها “المجلة الأميركية”، ولا البيان الصحفي الذي نشرته ومما جاء فيه “إن هذه الادعاءات مختلقة تمامًا ولم تصدر عن أي جهة رسمية ليبية”. لكن ما تورده الصحيفة الأميركية يظل رغم النفي الرسمي بالنسبة للعديد الليبيين أمر مطابق للواقع.
ويشير التقرير إلى واقعة لقاء وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الإسرائيلي، في روما في عام 2023، وحينها كشف الإسرائيليون عن هذا اللقاء، الذي كان من المفترض أن يبقى سرا، ثم ادعى “الدبيبة” أنه لم يكن على علمبه ، لكن “المنقوش” اتهمته، بعد ذلك، أنه هو الذي أمر بهذا الاجتماع.
وأوضح التقرير أن الخبراء الليبيين لا يترددون في إدانة “الانتهازية” التي يمارسها “الدبيبة”، الذي سيكون “مستعدًا لفعل أي شيء” لكسب تأييد دونالد ترامب والبقاء في السلطة. ويقول عضو لجنة الدفاع الوطني في مجلس النواب الليبي، علي الصول: “هذه خيانة عظمى”.
ويتابع التقرير بأن “الدبيبة” ليس المسؤول الليبي الوحيد الذي يبدو مؤيدا لخطة نقل الفلسطينيين من غزة، من أجل مصالحه الخاصة، موضحًا أنه لو صدقنا وسائل الإعلام الإسرائيلية، فإنه قد تم التوصل إلى اتفاق بين المشير خليفة حفتر، الرجل القوي في شرق ليبيا، والإدارة الأميركية لإعادة توطين الفلسطينيين من غزة في الصحراء الجنوبية الليبية. وتبرز الاذاعة الفرنسية التصريحات الأخيرة للقناة السابعة الإسرائيلية والتي اعتبرت أن “ليبيا دولة كبيرة، تتأثر بسهولة شديدة بواشنطن، خاصة في ظل حالة التفكك الحالية وفي ظل وجود حكومتين”.
ولفت إلى أن هذه المواقف تتناقض تماما مع الموقف الليبي الرسمي المعلن في القاهرة خلال القمة العربية الاثنين الماضي، حيث اعتبر رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، أن أي خطة تهدف إلى نقل الفلسطينيين مرفوضة وتتعارض مع الحقوق الدولية، مشيرًا إلى رفض مصر والأردن، لخطة “ترامب” للتهجير، والتي لا تأخذ في الاعتبار إرادة الفلسطينيين واختيارهم.