أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن نجاح تنفيذ خارطة الطريق الأممية للأزمة الليبية مرهون بتعاون بنّاء وتوافقي بين جميع القادة والمؤسسات الليبية، مطالبا أصحاب المصلحة الليبيين بتجنب الإجراءات الأحادية التي من شأنها إضعاف مؤسسات الدولة، وتعميق الانقسام، وتقويض الثقة، وزيادة حدة التوترات.
وأعلن غوتيريش، في تقرير له نشرته “البعثة الأممية”، ترحيبه بتأييد المجتمع الدولي لخارطة الطريق، لا سيما عبر لجنة المتابعة الدولية المعنية بليبيا ضمن مسار برلين، مشيرا إلى أن التنسيق الدولي المنسجم مع أهداف خارطة الطريق، مع احترام سيادة ليبيا ووحدتها، يمثل عنصرا حاسما لإنجاح تنفيذها.
ودعا في تقريره، الأطراف الليبية إلى ترسيخ الاستقرار من خلال التنفيذ الكامل للتدابير المتفق عليها، والشروع في إصلاحات أوسع لقطاع الأمن، خصوصا في طرابلس والمنطقة الغربية، لافتا إلى أن الإقبال الكبير على انتخابات المجالس البلدية مؤشر واضح على رغبة الليبيين القوية في المشاركة المدنية، كما دعا السلطات الليبية إلى مواصلة تقديم الدعم اللازم للمفوضية الوطنية العليا للانتخابات لضمان تنفيذ ولايتها على نحو كامل.
ورحب بخطوات المصرف المركزي للحد من طباعة العملة غير المصرح بها، وبالخطة الاستراتيجية المشتركة التي أطلقها ديوان المحاسبة وهيئة مكافحة الفساد، إلى جانب نشر البيانات المالية وبيانات إنتاج المؤسسة الوطنية للنفط، مطالبا القادة الليبيين بتكثيف الجهود لوقف تهريب الوقود، وتعزيز الهيئات الرقابية المستقلة، والالتزام بإصلاح اقتصادي حقيقي
وأوضح أن الاتفاق على برنامج تنمية موحد خطوة مرحب بها للحد من الإنفاق الموازي غير الشفاف، واستمرار التعاون المؤسسي ضروري لتحويل هذا البرنامج إلى ميزانية وطنية موحدة.
وقال إن أوضاع اللاجئين وطالبي اللجوء السودانيين في ليبيا مقلقة، وعلى السلطات الوفاء بالتزاماتها، وعلى رأسها الالتزام الصارم بمبدأ عدم الإعادة القسرية، مشددا على أهمية وضع حد للاحتجاز التعسفي، وإخضاع جميع مرافق الاحتجاز للسيطرة المدنية والإشراف القضائي، وتمكين البعثة الأممية من الوصول إليها.
وناشد جميع السلطات الليبية والدول الأعضاء التعاون الكامل مع المحكمة الجنائية الدولية، بما في ذلك تنفيذ أوامر القبض غير المنفذة وتسليم المطلوبين، موضحا أن الانقسامات السياسية والمؤسسية، وتحديات الحوكمة والممارسات غير المشروعة، لا تزال تلقي بظلالها السلبية على الاقتصاد الليبي وإدارة موارده.









