لوموند الفرنسية: جوهر المشهد الراهن في ليبيا يكمن في التحرك التركي المتسارع لتوسيع نفوذه

تقارير

قالت جريدة “لوموند” الفرنسية إن جوهر المشهد الراهن في ليبيا يكمن في التحرك التركي المتسارع لتوسيع نفوذه، مشيرة إلى أن المخابرات التركية لعبت دورا محوريا في التهدئة بطرابلس، وقادت الوساطة التركية إلى التوصل لاتفاق بين حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة وجهاز الردع، بعد أسبوعين من التوترات التي أثارت مخاوف من عودة العنف، ما يمنحها نفوذًا كبيرًا على موازين القوى في طرابلس.

وأضافت “الصحيفة”، في تقرير لها إن أنقرة التي لعبت سابقًا دور الحامية للسلطات في غرب ليبيا، باتت اليوم تنفتح على سلطات الشرق وعلى رأسها قائد “القيادة العامة” المشير خليفة حفتر، في إطار استراتيجية أوسع تهدف إلى ترسيخ طموحاتها البحرية في شرق البحر الأبيض المتوسط.

وتابعت في تقريرها أن هذا الانفتاح التركي على الشرق يندرج ضمن استراتيجية طويلة الأمد، تعود جذورها إلى أهداف أعلنها الرئيس رجب طيب إردوغان مطلع عام 2020، حين تحدث عن إحياء بصمة أجدادنا في هذه الأراضي، في إشارة إلى الماضي العثماني.

وأكدت أن تركيا أمام معضلة سياسية، فالتقارب مع “حفتر “يستلزم تقديم تنازلات أبرزها التضحية بالدبيبة، الذي اصطدم أخيرًا بقوة “الردع” وأصبح في نظر أنقرة مصدرًا لعدم الاستقرار قد يهدد مصالحها العسكرية في قواعد الوطية والخمس ومصراتة، لكن الإطاحة به ليست بالخطوة السهلة، إذ يُتوقع أن تُثير غضب مدينة مصراتة، مسقط رأسه.

وأوضحت أن تركيا تمضي بخطوات ثابتة لبناء نفوذ متوازن بين غرب ليبيا وشرقها، بما يضمن ترسيخ حضورها العسكري والسياسي، وحماية طموحاتها البحرية والاقتصادية في شرق المتوسط، لكن هذا المسار يظل محفوفًا بتعقيدات المشهد الداخلي الليبي والانقسامات العميقة بين سلطاته المتنازعة.

شارك الخبر عبر :
اخبار ذاة صلة