تناول موقع “إنسايد أوفر” الإيطالي، تفاصيل الجسر الجوي الذي أقامته روسيا مع ليبيا خلال الأيام الماضية، مؤكدًا أن الضفة الجنوبية للبحر المتوسط قد تصبح مسرحا جديدا للتوتر والتجاذبات الجيوسياسية بين موسكو وحلف شمال الأطلسي ( الناتو)، بسبب موقعها الإستراتيجي ووفرة موارد الطاقة لديها.
وأوضح “الموقع”، في تقريرله، أن المعلومات التي نشرها موقع “إيتاميل رادار” حول الجسر الجوي، تكشف عن طموحات موسكو في البحر المتوسط ويشير إلى تحوّل في إستراتيجيتها الجيوسياسية، مؤكدًا أن اختيار برقة كوجهة لهذا الجسر الجوي ليس اختيارا عشوائيا، إذ إن الشرق الليبي الخاضع لسيطرة قوات المشير خليفة حفتر، يمثل منطقة نفوذ إستراتيجي لروسيا.
وأضاف في تقريره، أن موسكو عملت خلال السنوات الأخيرة على ترسيخ نفوذها في شمال أفريقيا، وهي منطقة مهمة للسيطرة على البحر المتوسط وتدفقات الهجرة نحو أوروبا، لافتًا إلى أنه مع تراجع النفوذ الروسي في سوريا بسبب الأوضاع الحالية واستنزاف الموارد الروسية في الصراع خلال السنوات الماضية، تبرز “برقة” كبديل واعد.
وأشار إلى أن أنقرة تلعب دورا غامضا في ليبيا، حيث تدعم حكومة طرابلس ضد قوات حفتر، وتحافظ في الوقت ذاته على قنوات اتصال مفتوحة مع موسكو، وهذا الغموض يُعقّد مهمة حلف “الناتو” في الرد بطريقة متسقة على التحركات الروسية في المنطقة، ويزيد من مخاطر الانقسام داخل الحلف.