قالت وكالة “نوفا” الإيطالية إن قرار القائد العام للجيش الوطني الليبي خليفة حفتر، بإعادة تسمية اللواء 128 القوي، الذي كان ذات يوم نقطة ارتكاز للعمليات في فزان وأسسه حسن الزادمة، وتحوله لاسم اللواء 15 مشاة ميكانيكي، ومقره منطقة الجفرة بالمنطقة الوسطى من البلاد، يمثل نقطة تحول محتملة في علاقات القوة داخل القوات المسلحة.
وأوضحت “نوفا”، في تقرير منشور لها تحت عنوان “حفتر يعيد تنظيم الألوية العسكرية في منطقة فزان الاستراتيجية”، أنه بحسب المرسوم الذي وقعه “حفتر” بنفسه واطلعت عليه “نوفا”، بتاريخ 11 يناير، يحتفظ اللواء الزادمة رسميًا بقيادة اللواء الجديد. ومع ذلك، يبدو أن نفوذه في المنطقة الجنوبية قد انخفض بشكل كبير، وذلك تماشياً مع نية “حفتر” تقليص سلطة الشخصيات المحلية الأقل انسجاماً مع توجيهات القيادة العام.
وتابعت في تقريرها، أنه لتعزيز هذا التغيير في الإستراتيجية، أنشأت وثيقة أخرى، بتاريخ 12 يناير، بتشكيل لجنة مكونة من 7 من كبار الضباط مهمتها إعادة تنظيم هياكل اللواء 15 الجديد، وستتولى هذه اللجنة مهمة إعادة توزيع كافة قوات اللواء 15 السابق “وفقًا للهيكل الجديد”، وتحديد الأولويات العملياتية واللوجستية لاستكمال العملية الانتقالية.
وأضافت مصادر ليبية لـ “نوفا” أن أزمة العلاقات بين آل الزادمة وعشيرة حفتر ستتفاقم بسبب اتصالات آل الزادمة الخارجية، ليس فقط مع الإمارات بل مع أطراف محلية ودولية أخرى، مما يثير غضب صدام حفتر. وتشير المصادر إلى أن الزادمة تصرفت دون تنسيق مع القيادة العامة لبنغازي، مما يثير مخاوف من احتمال فقدان عشيرة حفتر سيطرتها على بعض العمليات في جنوب ليبيا.
وأشارت إلى أن “الزادمة” طلب المزيد من الاستقلالية في إدارة القضايا الإقليمية، لا سيما فيما يتعلق بمشاريع التنمية وإعادة الإعمار وشراء العقود في فزان، ولكن تم تجاهل هذه الطلبات، مما أدى إلى تفاقم الخلاف مع “قيادة الجيش”.
ولفتت إلى أن هناك تقارير تحدثت عن معاملة مهينة تعرض لها أفراد السرية التابعة للواء 128 من قبل الحلفاء الروس في قاعدة القرضابية الجوية، بالقرب من سرت، وتضمنت هذه الحوادث فرض قيود صارمة واستجوابات، مما أدى إلى زيادة التوترات.
وأكدت أنه من الممكن أن تجد الأزمة المستمرة حلاً في الأيام المقبلة، لكنها قد تمثل أيضًا بداية عزلة أوسع لـ “الزادمة” وبطانته عن الساحة السياسية والعسكرية الليبية، موضحة أنه في سياق ليبيا المجزأة والمضطربة، يمكن أن يكون لهذه الديناميكيات الداخلية تداعيات كبيرة على الاستقرار الإقليمي والصراع على السلطة في البلاد.